اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 161
[استسقاء عبد المطلب]
العباس بن هشام عن أبيه عن معروف بن خربوذ [1] المكي، قال:
قحطت بلاد قيس [2] ، فلم يكن لها مرعى، ولم تنبت كلا، فاجتمعت قيس للمشهورة وإجالة الرأي، فقالت فرقة منهم: انتجعوا [3] وادي تميم وبلاد بني العنبر، وقالت فرقة: إنّ تميما عدد كبير لا يفضل منهم ما يكفيكم، وقالت فرقة: لينتجع كل ولد أب منكم ولد أب من غيركم، فاعقدوا بينكم وبينهم حلفا يشركوكم في ريفهم، فقام رجل مجتمع الخلق، حسن الوجه، جيد الرأي [فقال] [4] : إنّ سيد البطحاء استسقى فسقي، واستشفع فشفّع، فاجعلوا قصدكم إليه، واعتمادكم عليه، فأنه أنجح للطلب، وأقرب للسبب. فارتحلت قيس وأسد وهذيل ومن داناهم [54 ظ] من مضر، حتى دخلوا على عبد المطلب بن هشام [5] ، فسلموا عليه وعظموه، فقال لهم: أفلحت الوجوه، فتكلم ذلك الرجل المشير، فقال: يا أبا الحارث، نحن ذوو أرحامك الواشجات [6] ، أصابتنا سنون مجدبات، أفقرن الغنيّ منا، وأهزلن السمين من شائنا وإبلنا، وقد بلغنا خبرك، وبان لنا أثرك، فاشفع لنا إلى مشفّعك، فقال: بالرحب [1] معروف بن خربوذ المكي: مولى عثمان، روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، وأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، وغيرهما، وذكره ابن حبان في الثقات. (تهذيب التهذيب 10 (230- 231) . [2] قيس: قيس عيلان بن مضر بن نزار من عدنان، جد جاهلي، بنوه قبائل كثيرة منها هوازن وسليم وغطفان وفهم وعدوان وغني وباهلة. (جمهرة- زنساب العرب ص 480- 483) . [3] انتجعوا: طلبوا الكلأ في مواضعه. [4] ما بين معقوفتين زبادة يقتضيها السياق. [5] عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف: أبو الحارث، زعيم قريش في الجاهلية، وأحد سادات العرب ومقدميهم، كانت له السيادة والرفادة، وهو جد رسول الله صلى الله عليه وسلم، قيل:
اسمه شيبة، و (عبد المطلب) لقب غلب عليه، توفي بمكة سنة 45 ق هـ/ 579 م.
(الطبري 2/176، تاريخ الخميس 1/253، سيرة ابن هشام 4/57) . [6] الواشجات: الأرحام المشتبكة المتصلة.
المجموع اللفيف* 6
اسم الکتاب : المجموع اللفيف المؤلف : ابن هبة الله الجزء : 1 صفحة : 161